
أجبر التطور الهائل للاتصال الرقمي واستخداماته الجديدة إلى إجراء بعض الإصلاحات في طريقة الاتصال بالنسبة للمؤسسات الجزائرية سواء كان ذلك على مستوى المحتوى، الشكل أو الدعائم، بحيث أصبح تبني هذه الممارسات الجديدة من التحديات الكبرى بالنسبة للمؤسسة الجزائرية التي تريد مواكبة الركب الذي بدأ في السير بسرعة كبيرة .لكن هناك سؤال مهم جدا يطفو على السطح ألا وهو ما هي ‘شيفرات’ هذا الاتصال ‘الديجيتالي’ ؟
في خضم هذا التغيير الديجيتالي أصبح الاتصال في المؤسسات كالأتي
تحادثي
وهذا يعتبر من أكبر التغيرات التي حدثت بحيث لم يصبح هناك مجال للممارسات التقليدية التي كانت ترتكز على الاتصال ذو الاتجاه الواحد، التي تركت مكانها إلى التفاعلية والحوار وهذا ما أعطى دفعة قوية للجانب الإنساني وسمح بإضفاء الطابع الشخصي على العلاقة من خلال تكييفها مع كل محاور
فوري
مكن الاتصال الديجيتالي المؤسسات من تبادل كميات هائلة من البيانات و المعلومات بالوقت الحقيقي، ما وفر المال والوقت والجهد، فلا يمكن للمؤسسات من التغاضي على هذه الحقيقة فهي أصبحت ملزمة على التعامل مع الزبائن بالوقت الحقيقي وكل تجاهل لهذه الخاصية يجعل المؤسسة عرضة للأخطار
سخي
بفضل التحادثية والفورية اكتسب الاتصال في المؤسسات أوتوماتيكيا خاصية السخاء .سخي في الحجم قبل كل شيء فينبغي عليه إشباع رغبات الزبائن والمتفاعلين، وبما أن المعلومة اليوم متوفرة في كل مكان ووقت استهلاكها أصبح صغيرا جدا فلا يمكن أن يكون هناك ذلك الاشباع إلا بجلب المعلومات الجديدة والمفيدة، فالواجب على المؤسسة أن تعطي أكثر حتى تتلقى أكثر
شفاف
انتهى زمن التلاعب بالزبون أو المستهلك، وسائل الاتصال الجديدة أظهرت الوجه الحقيقي للمؤسسة فآراء الزبائن على مواقع التواصل الاجتماعي قد تفضح المؤسسة كما أن العمال أو الموظفين يمكن لهم كذلك الكشف عن ما يحدث داخلها، ولذلك ينبغي عليها تحمل نتائج أفعالها وأن تلعب ورقة الشفافية لكي تتمكن من الاستفادة من ثقة الزبائن.
جماعي
الوصول إلى المعلومة أو إرسالها لم يصبح في يد واحدة بل تعدد وتشعب، سواء من خلال المقالات المنشورة على مدونة المؤسسة أو المشاركات في مواقع التواصل الاجتماعي أو الشهادات التي تنشر على الموقع الرسمي، الاتصال اليوم هو مهمة الجميع.
غير مادي
بعدما كان الاستثمار المالي موجة إلى الطباعة بشكل خاص أصبح اليوم يركز على الواب، مواقع التواصل الاجتماعي، تطبيقات الهواتف، ولذلك وجب على المؤسسات أن تراجع قائمة مقدمي الخدمات الذين لم يتصلوا بالركب كما عليها الدخول في هذا المعترك قبل فوات الأوان فالمنافسة على الواب و مواقع التواصل الاجتماعي شرسة في الوقت الحالي فمابالك بعد عام أو عامين